والكلام في رقة قولي ورمت تلفيق صبري إلخ البيت إنما وقع من أصحاب الغراميات لا من أصحاب البديعيات وقد تقدم قولي إن الفرقة الناجية من التعسف والتكلف في النظم لم ترض بالجناس إذا أمكنت التورية وقال المقر المرحومي الفخري في التورية التي سماها جناسا ملفقا إن الهواءين يا معشوق قد عبثا * بالروح والجسم في سري وفي علني فالروح تفديك بالممدود قد تلفت * والجسم حوشيت بالمقصور فيك فني وأنشدني من لفظه لنفسه علامة عصره الشيخ بدر الدين الدماميني تدري لماذا أتاك قلبي * في عسكر الوجد وهو ذائب أذنب ثم أختشى فوافى * من ذلك الذنب فيك تائب وأنشدني من لفظه لنفسه الكريمة أحد أعيان العصر ابن مكانس كمال أوصافي يا منيتي * في الحب أن أصبحت مثل الخلال وملت من سكر الهوى نشوة * فارحم معنى مغرما فيك مال ومن نظمي في هذا النوع الغريب رأت حياة شبابي قد قضت أجلا * والسقم قد زاد لما قل مصطبري قالت سرقت نحول الخصر قلت لها * ما يحمل الشيخ هذا وهو في كبري انتهى والله عز وجل أعلم الجناس المذيل واللاحق وذيل الهم همل الدمع لي فجرى * كلاحق الغيث حيث الأرض في ضرم المذيل اختلف جماعة المؤلفين في اسمه ولم يتقرر له أحسن من هذه التسمية فإن فيها مطابقة للمسمى وما ذاك إلا أن المذيل هو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفا في آخره فصار له كالذيل وهو الفرق بينه وبين المطرف ويأتي الكلام على المطرف في موضعه فالمذيل كقول كعب بن زهير ولقد علمت وأنت خير عليمة * أن لا يقربني الهوى لهوان وما ألطف من قال وسألتها بإشارة عن حالها * وعلي فيها للوشاة عيون فتنفست صعدا وقالت ما الهوى * إلا الهوان فزال عنه النون ومنه قول أبي تمام يمدون من أيد عواص عواصم * تصول بأسياف قواض قواضب وقال آخر عذيري من دهر موار موارب * له حسنات كلهن ذنوب ومن النثر فلان حام حامل لأعباء الأمور كاف كافل لمصالح الجمهور ومثله فلان سأل عن إخوانه سالم من زمانه ومن غراميات البها زهير في الجناس المذيل قوله من قصيدة أشكو وأشكر فعله * فاعجب لشاك منه شاكر طرفي وطرف النجم فيك * كلاهما ساه وساهر ولم يخرج عما نحن فيه قوله منها يا ليل بدرك حاضر * يا ليت بدري كان حاضر حتى يبان لناظري * من منهما زاه وزاهر وما أحلى ما ختم القصيدة بقوله بدري أرق محاسنا * والفرق مثل الصبح ظاهر وقد تأتي الزيادة في آخر المذيل بحرفين كقول حسان بن ثابت وكنا متى يغزو النبي قبيلة * نصل جانبيه بالقنا والقنابا