responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 22


ألا إن من عانى القريض بطبعه * يقود فأرسله لمن صد واحتشم ألم تره إن قال شعرا مجانسا * يؤلف ما بين الحروف إذا نظم فانظر كيف أخذ المعنى وغالب الألفاظ ولم يتمكن من نظم ذلك إلا في بيتين أتى فيهما بكثرة الحشو مع قلة الأدب على أهله فإن الأسعد أثبت القيادة لطبع المجنس والشيخ صلاح الدين أثبت الحكم المذكور لمن يعاني نظم الشعر وقد طال الشرح وتعين الكلام على الجناس لأن الشروع فيه يلزم لأجل المعارضة لمن تقدمني من ناظمي البديعيات أما هذا النوع فإنه ما سمي جناسا إلا لمجيء حروف ألفاظه من جنس واحد ومادة واحدة ولا يشترط فيه تماثل جميع الحروف بل يكفي في التماثل ما تعرف به المجانسة وأما اشتقاق الجناس فمنهم من يقول التجنيس هو تفعيل من الجنس ومنهم من يقول المجانسة المفاعلة من الجنس أيضا إلا أن إحدى الكلمتين إذا تشابهت بالأخرى وقعت بينهما مفاعلة الجنسية والجناس مصدر جانس ومنهم من يقول التجانس التفاعل من الجنس أيضا لأنه مصدر تجانس الشيئان إذا دخلا في جنس واحد ولما انقسم أقساما كثيرة وتنوع أنواعا عديدة تنزل منزلة الجنس الذي يصدق على كل واحد من أنواعه فهو حينئذ جنس وأنواعه التام والمحرف والمصحف والملفق وهلم جرا كما أن البديع جنس وأنواعه الجناس واللف والنشر والاستعارة والتورية والاستخدام وغير ذلك من أنواع البديع وأما حدود أنواع الجناس فقد اختلفت فيها عبارات البديعيين ولكن نأتي بحد كل واحد من الأنواع في موضعه ونذكر ما وقع الاتفاق عليه وقد صدرت بديعيتي هذه بالجناس المركب والمطلق حسب ما رتبه الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته ولكن فاته شنب التسمية وإبرازها في شعار التورية من جنس التغزل فحد المركب أن يكون أحد الركنين كلمة مفردة والأخرى مركبة من كلمتين وهو على ضربين فالأول ما تشابه لفظا وخطا كقول الشاعر عضنا الدهر بنابه * ليت ما حل بنا به ومثله قول القائل ناظراه فيما جنى ناظراه * أو دعاني أمت بما أودعاني وحفظت من شيخي العلامة الشيخ شمس الدين الهيتي الحسني النجوي وأنا في مبادي العمر والاشتغال من الجناس المركب المتشابه قول القائل من دوبيت في مصر من القضاة قاض وله * في أكل مواريث اليتامى وله إن رمت عدالة فقل مجتهدا * من عد له دراهما عدله وكان يقول لا أعرف لهما ناظما وما ألطف قول القائل يا سيدا حاز رقي * بما حباني وأولى أحسنت برا فقل لي * أحسنت في الشكر أولا وقال العلامة شهاب الدين محمود أنشدني الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الوهاب لنفسه من المتشابه لفظا وخطا حار في سقمي من بعدهم * كل من في الحي داوى أورقا بعدهم لا طل وادي المنحنى * وكذا بان الحمى لا أورقا وأورد الشيخ صلاح الدين الصفدي لنفسه في كتابه المسمى بجنان الجناس من هذا النوع قوله يا من إذا ما أتاه * أهل المودة أولم أنا محبك حقا * إن كنت في القوم أولم وهذا النوع لم يذكره الشيخ صفي الدين في بديعيته انتهى الكلام على المتشابه من المركب لفظا وخطا والثاني ما هو متشابه لفظا لا خطا ويسمى المفروق وهو الذي نظمه صفي الدين في بديعيته كقول الشاعر

22

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست