responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 20


ولا نقول كاد نحمده على أن جعل لنا الخير معقودا بنواصي الخيل ونشكره شكرا نعلو به على أشهب الصبح ونمتطي أدهم الليل ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو أن نكون منها في ميادين الرحمة من السابقين ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله قائد العز المحجلين وقد آن أن نقطع طول هذا البحث برسالة السكين فإن استهلالها يسن ما كل من الذوق ويبرزه من قراب الشك إلى القطع باليقين وما ذاك إلا أنه لما انفرد كمال الدين عبد الرزاق الأصفهاني برسالة القوس واستوفى جميع المحاسن وجاء الشيخ جمال الدين بن نباتة برسالة السيف والقلم وأظهر فيها معجزات الأدب أردت أن أعززهما من اختراع رسالة السكين بثالث واستهليتها بقولي يقبل الأرض التي قامت حدود مكارمها وقطعت عنا مكروه الفاقة بمسنون عزائمها منها وينهى وصول السكين التي قطع المملوك بها أوصال الجفا وأضافها إلى الأدوية فحصل بها البرء والشفا وتالله ما غابت إلا وبلغ الأقلام من تقشيرها إلى الحفى منها ما شاهدها موسى إلا سجد في محراب النصاب وذل بعدما خضعت له الرؤوس والرقاب كم أيقظت طرف القلم بعدما خط وعلى الحقيقة ما رؤي مثلها قط وكم وجد الصاحب بها في المضايق نفعا وحكم بحسن صحبتها قطعا من أجل أنها تدخل في مضايق ليس للسيف قط فيها مدخل وكلما تفعله توجزه والرمح في تعقيده مطول تطرف بأشعتها الباهرة عين الشمس وبإقامتها الحد حافظت الأقلام على مواظبة الخمس وكم لها من عجائب تركت السيف في بحر عمدة كالغريق ولو سمع بها من قبل ضربه ما حمل التطريق انتهى ما أوردته من براعة الاستهلال نثرا ونظما ومن لم ير بهجة ما أبرزته للمتأخرين فهو في هذه أعمى ذكر الجناس المركب والمطلق بالله سر بي فسربي طلقوا وطني * وركبوا في ضلوعي مطلق السقم أما الجناس فإنه غير مذهبي ومذهب من نسجت على منواله من أهل الأدب وكذلك كثرة اشتقاق الألفاظ فإن كلا منهما يؤدي إلى العقادة والتقييد عن إطلاق عنان لبلاغة في مضمار المعاني المبتكرة كقول القائل وأستحيي أن أقول إنه أبو الطيب فقلقت بالهم الذي قلقل الحشا * قلاقل عيش كلهن قلاقل ولقد تصفحت ديوانه فلم أجد لوافد هذا النوع نزولا إلا ما قل في أبياته وهو نادر جدا ولا العرب من قبله خيمت بأبياتها عليه غير أن هذا البيت حكمت على أبي الطيب به المقادير ومثله قول القائل وقبر حرب بمكان قفر * وليس قرب قبر حرب قبر فقرب وقبر لأجل الجناس المقلوب هو الذي قلب عليه القلوب اللهم إلا أن يقع الجناس في حشو بيت من البحور التي تحمل ثقله من غير اعتناء بأمره كقول القائل لله لبنى كلما لبنا على * تعنيقها ونهودها تتقاعد وبنار اسما وهي أسمى رتبة * لقد احترقت وريقها يتبارد ففي طلعة شمس التورية هنا ما يغني عن النظر إلى زحل الجناس ولقد أحسن من قال أنظر إلى صور الألفاظ واحدة * وإنما بالمعاني تعشق الصور والجناس من صور الألفاظ وممن وافق على ذلك علامة عصره الشهاب محمود وقال إنما يحسن الجناس إذا قل وأنى في الكلام عفوا من غير كد ولا استكراه ولا بعد ولا ميل إلى جانب الركة ولا يكون كقول الأعشي وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني * شاو مشل شلول شلشل شول ولا كقول مسلم بن الوليد شلت وشلت ثم شل شليلها * فإني شليل شليلها مشلولا

20

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست