responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 19


يجول فيه فرسان العربية من بني مخزوم ومنها أورى بدخوله إلى دمشق ومطارحته للجماعة وتالله ما لفرسان الشقر أو البلق في هذا الميدان مجال وإذا عرفوا ما حصل للفارس المخزومي عندهم من الفتح كفى الله المؤمنين القتال وينهي بعد أدعية ما برح المملوك منتصبا لرفعها وتعريدا ثنية ما لسجع المطوق في الأوراق النباتية مثل سجعها وأشواقا برحت بالمملوك ولكن تمسك في مصر بالآثار وأبرح ما يكون الشوق يوما * إذا دنت الديار من الديار وهذه الرسالة لكونها نظمت في طويل البحر ومديده يفتقر إلى سرد غالبها لتعلقها بحكاية الحال وينهي وصول المملوك إلى مصر مخيما بكنانتها وهو بسهم البين مصاب مذعور لما عاينه من المصارع عند مقاتل الفرسان في منازل الأحباب مكلما من ثغر طرابلس الشام بألسنة الرماح محمولا على جناح غراب وقد حكم عليه البين أن لا يبرح سفره على جناح وكان في البين ما كفاني * فكيف بالبين والغراب منها يا مولانا وأبثك ما لاقيت من أهوال البحر وأحدث عنه ولا حرج فكم وقع المملوك من أعاريضه في زحاف تقطع منه القلب لما دخل إلى دوائر تلك اللجج وشاهدت منه سلطانا جائرا يأخذ كل سفينة غصبا ونظرت إلى الجواري الحسان وقد رمت أزر قلوعها وهي بين يديه لقلة رجالها تسبى فتحققت أن رأي من جاء يسعى في الفلك غير صائب واستصوبت هنا رأي من جاء يمشي وهو راكب وزاد الظمأ بالمملوك وقد اتخذ في البحر سبيله وكم قلت من شدة الظمأ يا ترى قبل الحفرة أطوي من البحر هذه الشقة الطويلة وهل أباكر بحر النيل منشرحا * وأشرب الحلو من أكواب ملاح بحر تلاطمت علينا أمواجه حتى متنا من الخوف وحملنا على نعش الغراب وقامت واوات دوائره مقام مع فنصبنا للغرق لما استوت المياه والأخشاب وقارن العبد فيه سوداء استرقت مواليها وهي جارية وغشيهم منها في اليم ما غشيهم فهل أتاك حديث الغاشية واقعها الريح فحملت بنا ودخلها الماء فجاءها المخاض وانشق قلبها لفقد رجالها وجرى ما جرى على ذلك القلب ففاض وتوشحت بالسواد في هذا المأتم وسارت على البحر وهي مثل وكم سمع فيها للمغاربة على ذلك التوشيح زجل برج مائي ولكن تعرب في رفعها وخفضها عن النسر والحوت وتتشامخ كالجبال وهي خشب مسندة من تبطنها عد من المصبرين في التابوت تأتي بالطباق ولكن بالمقلوب لأن بياضها سواد وتمشي مع الماء وتطير مع الهواء وصلاحها عين الفساد إن نقر الموج على دفوفها لعبت أنامل قلوعها بالعود وترقصنا على آلتها الحدباء فتقوم قيامتنا من هذا الرقص الخارج ونحن قعود وتتشامم وهي كما قيل أنف في السماء واست في الماء وكم تطيل الشكوى إلى قامة صاريها عند الميل وهي الصعدة الصماء فيها الهدى وليس لها عقل ولا دين وتتصابى إذا هبت الصبا وهي ابنة مائة وثمانين وتوقف أحوال القوم وهي تجري بهم في موج كالجبال وتدعي براءة الذمة وكم أغرقت لهم من أموال هذا وكم ضعف نحيل خصرها عن تثاقل أرداف الأمواج وكم وجلت القلوب لما صار الأهداب مجاذيفها على مقلة البحر اختلاج وكم أسبلت على وجنة البحر طرة قلعها فبالغ الريح في تشويشها وكم مر على قريتها العامرة فتركها وهي خاوية على عروشها تتعاظم فتهزل إلى أن ترى ضلوعها من السقم تعد ولقد رأيتها بعد ذلك التعاظم وقد تبت وهي حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد وأما البراعة التي لخطبة كتابي المسمى بمجرئ السوابق في وصف الخيول المسومة فإنها أحرزت قصبات السبق وهي الحمد لله الذي يقف عند سابق فضله كل جواد ويقصر في حلبة هذا الكرم الذي ليس له غاية في بديع الاستطراد فمن ألهمه الحزم وأرشده إلى حد المعرفة حاز قصبات السبق

19

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست