responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 149


بيت الشيخ عز الدين مبني على الفخر والتعاظم وعلو الهمم وهو صالح للتجريد بخلاف بيت الشيخ صفي الدين هذا مع التزام الشيخ عز الدين بتسمية النوع وبيت بديعيتي برئت من أدبي والعز من شيمي * إن لم أبر بنأي عنهم قسمي وهذا البيت مبني على الفخر والتعاظم وعلو الهمة وفي قولي والعز من شيمي غاية الفخر ولكن اللطف الزائد قول الأديب في القسم برئت من أدبي مع التورية التي ترفل في حلل الحشمة وتسمية النوع والتقفية به لا تخفى على أهل الذوق من أهل الأدب والله أعلم ذكر حسن التخلص ومن غدا قسمه التشبيب في غزل * حسن التخلص بالمختار من قسمي حسن التخلص هو أن يستطرد الشاعر المتمكن من معنى إلى معنى آخر يتعلق بممدوحه بتخلص سهل يختلسه اختلاسا رشيقا دقيق المعنى بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني لشدة الممازجة والالتئام والانسجام بينهما حتى كأنهما أفرغا في قالب واحد ولا يشترط أن يتعين المتخلص منه بل يجري ذلك في أي معنى كان فإن الشاعر قد يتخلص من نسيب أو غزل أو فخر أو وصف روض أو وصف طلل بال أو ربع خال أو معنى من المعاني يؤدي إلى مدح أو هجو أو وصف في حرب أو غير ذلك ولكن الأحسن أن يتخلص الشاعر من الغزل إلى المدح والفرق بين التخلص والاستطراد أن الاستطراد يشترط فيه الرجوع إلى الكلام الأول أو قطع الكلام فيكون المستطرد به آخر كلامه والأمران معدومان في التخلص فإنه لا يرجع إلى الأول ولا يقطع الكلام بل يستمر على ما يتخلص إليه وهذا النوع أعني حسن التخلص اعتنى به المتأخرون دون العرب ومن جرى مجراهم من المخضرمين ولكنه لم يفتهم فإنهم أوردوا لزهير في هذا الباب قوله إن البخيل ملوم حيث كان ولكن * الكريم على علاته هرم أنظر إلى هذا العربي القديم كيف أحسن التخلص من غير اعتناء في بيت واحد وهذا هو الغاية القصوى عند المتأخرين الذين اعتنوا به وعلى كل تقدير فمن كلام العرب استنبط كل فن فإنهم ولاة هذا الشأن لكنهم كانوا يؤثرون عدم التكلف ولا يرتكبون من فنون البديع إلا ما خلا من التعسف فمن ذلك قول الفرزدق وأجاد إلى الغاية وركب كأن الريح تطلب عندهم * لها ترة من جذبها بالعصائب سروا يخبطون الليل وهي تلفهم * إلى شعب الأكوار من كل جانب إذا آنسوا نارا يقولون ليتها * وقد حضرت أيديهم نار غالب ومثله قول أبي نواس تقول التي من بيتها خف محملي * يعز علينا أن نراك تسير أما دون مصر للغنى متطلب * بلى إن أسباب الغنى لكثير فقلت لها واستعجلتها بوادر * جرت فجرى في إثرهن عبير دعيني أكثر حاسديك برحلة * إلى بلد فيه الخصيب أمير ومثله في الحسن قوله وإذا جلست إلى المدام وشربها * فاجعل حديثك كله في الكاس وإذا نزعت عن الغواية فليكن * لله ذاك النزع لا للناس وإذا أردت مديح قوم لم تمن * في مدحهم فامدح بني العباس أقول إن هذه الطريق التي مشى عليها أبو نواس ومن تقدمه من المتقدمين ممن أوردت نظمه في هذا الباب وهي حسن التخلص ببيت واحد باستطراد رشيق ينتقل الشاعر به من الشطر الأول إلى الشطر الثاني فاتت فحولا من الشعراء كالبحتري وأبي تمام في غالب القصائد على أنهما المقدمان في هذا الشأن وقد تقرر أن حسن التخلص ما كان في بيت واحد يثب الشاعر من شطره الأول إلى الثاني

149

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست