وكيف أسلو وبدري الأرضي * يدير في الأقحوان الغض وردية سرقت أنفاسه بالالتماس * رقت فكانت مثل دمعة في جفن كأس أنظر إلى ما ناسب بين الأقحوان والورد وجذب القلوب وأنشأ الأذواق في المناسبة بين الدمعة وجفن الكاس مع الاستعارة التي تستعار منها المحاسن ومن أحلى ما يستحلي في الذوق من هذا النوع قول ابن مطروح لبسنا ثياب العناق * مزررة بالقبل ومن شدة إعجابي بهذا البيت ضمنته تضمينا لو سمعه ابن مطروح لا طرح نفسه خاضعا وسلم إلي مفاتيح بيته طائعا وهو ولما خلعنا العذار * فككنا طويق الخجل لبسنا ثياب العناق * مزررة بالقبل ولولا خوف الإطالة لتكلمت على بيت ابن مطروح وعلى التضمين وما فيهما من حسن التناسب والاستعارات بما يليق بمقامهما وغاية الغايات قول القاضي الفاضل في هذا الباب في خده فخ لعطفة صدغه * والخال حبته وقلبي الطائر ويعجبني في هذا الباب قول مجير الدين بن تميم لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى * في موقف ما الموت فيه بمعزل لترى أنابيب القناة على يدي * تجري دما من تحت ظل القسطل أنظر أيها المتأمل إلى حسن ما ناسب بين الأنابيب والقناة والجريان والقسطل مع انقياد التورية إلى طاعته وحسن تصرفه فإني أنا محقق أن الأمير مجير الدين بن تميم من فرسان هذا الميدان وممن أجاد في هذا الباب وبالغ في الإحسان إلى غريب المناسبة وراعى جانب مراعاة النظير حسن الزغاري بقوله كان السحاب الغر لما تجمعت * وقد فرقت عنا الهموم بجمعها نياق ووجه الأرض قعب وثلجها * حليب وكف الريح حالب ضرعها فإنه أتى بالمعنى الغريب والتشبيه البديع وحسن المناسبة في مراعاة النظير مع حلاوة الانسجام ولطف الاستعارة وأنشدني لنفسه الشيخ عز الدين في هذا النوع قوله بخد الحب ريحان نضير * لأحرفه سطور ليس تقرا فراعيت النظير وقلت بدري * عذارك أخضر والنفس خضرا والذي يظهر لي أن خضرة النفس هنا من إيهام المناسبة ومما نظمته في هذا النوع قولي أبرزت معصما نهار وداعي * شف بلوره فزاد حريقي راح دمعي يرعى النظير ويبدي * عند لثمي سلاسلا من عقيق فحسن المناسبة هنا بين المعصم والسلاسل والعقيق والبلور مع إبراز تسمية النوع البديعي والنسيب المطرب الغزلي في معنى توريته وبيت الشيخ صفي الدين الحلي تجار لفظ إلى سوق القبول بها * من لجة الفكر تهدي جوهر الكلم المناسبة في بيت الشيخ صفي الدين بين التجار والسوق واللجة والجوهر وهو بيت عامر بمحاسن هذا النوع وبيت العميان في بديعيتهم يروى حديث الندى والبشر عن يده * ووجهه بين منهل ومبتسم هذا البيت ما رأيت له وجها يظهر به مراعاة النظير ولا بينه وبين المناسبة البديعية نسب ثابت ولكن رأيت الشيخ أبا جعفر شارح هذه البديعية أعني بديعية العميان قال إن العنعنة في البيت بعن تناسب الرواية في الحديث والندا والبشر فيهما مناسبة للكرم ولعمري إن الشيخ رحمه الله استسمن من وجه هذا البيت ذا ورم ونفخ من نفسه في غير ضرم وهذا لعمري جهد من لا جهد له