responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 132


دع اليراع لقوم يفخرون بها * وبالطوال الردينيات فافتخر فهن أقلامك اللاتي إذا كتبت * مجدا أتت بمداد من دم هدر فأبو العلاء أيضا ناسب بين الأقلام والكتابة والمداد وغاية الغايات في هذا الباب قول بديع الزمان الهمذاني من قصيدة يصف فيها طول السرى لك الله من ليل أجوب جيوبه * كأني في عين الردى أبدا كحل كأن السرى ساق كأن الكرى طلا * كأنا له شرب كأن المنى نقل كأنا جياع والمطي لنا فم * كأن الفلا زاد كأن السرى أكل كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع * وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل كأنا على أرجوحة في مسيرنا * لغور بنا تهوي ونجد بنا تعلو ومنها في المديح ولم يخرج عما نحن فيه من حسن المناسبة كأني في قوس لساني له يد * مديحي له فرع به أملي نبل كأن دواتي مطفل حبشية * بناني لها بعل ونقشي لها نسل كأن يدي في الطرس غواص لجة * له كلمي در به قيمتي تغلو أنظر أيها المتأمل إلى ملكة هذا الشاعر المفلق الذي ما دخل إلى بيت إلا وأسكن فيه ما يلائمه من المناسبات البديعية نعم هذه الغايات التي تقف عندها فحول الشعراء وهذا الإمام المتقدم الذي صلى الحريري خلفه وأشار إليه بقوله في مقاماته فلو قبل مبكاها بكيت صبابة * بسعدي شفيت النفس قبل التندم ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا * بكاها فقلت الفضل للمتقدم فإن البديع هو الذي سبق الحريري إلى نظم المقامات وسبك العلوم في تلك القوالب الغريبة وعلى منواله نسج الحريري واستعمل بعض أسماء مقاماته وقفى أثر عيسى بن هشام بالحرث بن همام وعارض طرح الإسكندري بما نسجه أبو زيد السروجي وعلى كل تقدير فالبديع عرابة هذه الراية وعباس هذه السقاية نرجع إلى ما كنا فيه من حسن المناسبة في مراعاة النظير فمن المستحسن في هذا النوع قول بعضهم في مليح معه خادم يحرسه ومن عجب أن يحرسوك بخادم * وخدام هذا الحسن من ذاك أكثر عذارك ريحان وثغرك جوهر * وخدك ياقوت وخالك عنبر هذا الأديب المتمكن ناسب بين العذار والثغر والخد والخال إذ الوجه لمصابيح هذه المحاسن جامع وبين ريحان وجوهر وياقوت وعنبر للملاءمة في أسماء الخدام فلو ذكر شيئا عن غير تناسب كان نقصا وعيبا وإن كان جائزا فإنهم عابوا على أبي نواس قوله وقد حلفت يمينا * مبرورة لا تكذب برب زمزم والحوض * والصفا والمحصب فالحوض هنا أجنبي من المناسبة لأنه ما يلائم المحصب والصفا وزمزم وإنما يناسب الصراط والميزان وما هو منوط بيوم القيامة ومثله في عدم المناسبة قول الكميت وقد رأينا بها حوراء منعمة * بيضا تكامل فيها الدل والشنب فإنهم قالوا الدلال لا يناسب الشنب وهو صحيح فإن الشنب من لوازم الثغر فلو ذكر معه اللعس وما ناسب ذلك مشى على سنن المناسبة وخلص من النقد ويعجبني من ملاءمة التناسب في مراعاة النظير قول العلامة أبي بكر بن اللبانة في موشح بعض يخاصمني في بعض * جسمي مقيم وقلبي يمضي

132

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست