responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 289


كتاب ( الضعفاء ) من حديث ابن شهاب عن عروة عن عائشة وعن ابن المسيب عن عائشة مرفوعاً وهو مثل صحيح في نفاذه مطابق للواقع .
[ فصل ] المثال الثامن عشر : وهو من أحسن الأمثلة : ملك بني دارا لم ير الراؤن ولم يسمع السامعون أحسن ولا أوسع ولا أجمع لكل ملاذ النفوس منها ونصب إليها طريقاً وبعث داعياً يدعو الناس إليها وأقعد على الطريق امرأة جميلة قد زينت بأنواع الزينة وألبست أنواع الحلى والحلل وممر الناس كلهم عليها وجعل لها أعواناً وخدماً وجعل تحت يدها ويد أعوانها زادا للمارين السائرين إلى الملك في تلك الطريق وقال لها ولأعوانها : من غض طرفه عنك ولم يشتغل بك عني وابتغى منك زادا يوصله إلى فاخدميه وزوديه ولا تعوقيه عن سفره إلى بل أعينيه بكل ما يبلغه في سفره ومن مد إليك عينيه ورضى بك وآثرك على وطلب وصالك فسوميه سوء العذاب وأوليه غاية الهوان واستخدميه واجعليه يركض خلفك ركض الوحش ومن يأكل منك فاخدعيه به قليلاً ثم استرديه منه واسلبيه إياه كله وسلطي عليه أتباعك وعبيدك وكلما بالغ في محبتك وتعظيمك واكرامك فقابليه بأمثاله قلى وإهانة وهجرا حتى تتقطع نفسه عليك حسرات .
فتأمل هذا المثال وحال خطاب الدنيا وخطاب الآخرة والله المستعان وهذا المثل مأخوذ من الأثر المروى عن الله عز وجل : ( يا دنيا أخدمي من خدمني واستخدمي من خدمك ) .
[ فصل ] المثال التاسع عشر : ملك خط مدينة في أصح المواضع وأحسنها هواء وأكثرها مياها وشق أنهارها وغرس أشجارها وقال لرعيته : تسابقوا إلى

289

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست