نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 288
أمعاؤهم وماتوا عطشاً وعلم عقلاؤهم أنه مر مالح وأنه كلما ازداد الشارب منه ازداد ظمؤه فتباعدوا عنه مسافة حتى وجدوا أرضا حلوة فحفروا فيها قليبا فنبع لهم ماء عذب فرات فشربوا وعجنوا وطبخوا ونادوا اخوانهم الذين على حافة البحر : هلموا إلى الماء الفرات وكان منهم المستهزئ ومنهم المعرض الراضي بما هو فيه وكان المجيب واحداً بعد واحد وهذا المثل بعينه قد ضربه المسيح عليه السلام فقال : ( مثل طالب الدنيا كمثل شارب ماء البحر كلما ازاداد شرباً ازداد عطشاً حتى يقتله ) . [ فصل ] المثال السابع عشر : مثل الانسان ومثل ماله وعشيرته وعمله مثل رجل له ثلاثة إخوة فقضى له سفر بعيد طويل لا بد له منه فدعا إخوته الثلاثة وقال : قد حضر ما ترون من هذا السفر الطويل وأحوج ما كنت إليكم الآن فقال أحدهم : أنا كنت أخاك إلى هذه الحال ومن الآن فلست بأخ ولا صاحب وما عندي غير هذا فقال له : لم تغن عني شيئاً فقال للآخر : ما عندك فقال : كنت أخاك وصاحبك إلى الآن وأنا معك حتى أجهزك إلى سفرك وتركب راحلتك ومن هنالك لست لك بصاحب فقال له : أنا محتاج إلى مرافقتك في مسيري فقال : ما عندك أنت فقال : كنت صاحبك في صحتك ومرضك وأنا صاحبك الآن وصاحبك إذا ركبت راحلتك وصاحبك في مسيرك فان سرت سرت معك وان نزلت نزلت معك وإذا وصلت إلى بلدك كنت صاحبك فيها لا أفارقك أبدا فقال : إن كنت لأهون الأصحاب على وكنت أوثر عليك صاحبيك فليتني عرفت حقك وآثرتك عليهما . فالأول : ماله والثاني : أقاربه وعشيرته وأصحابه والثالث : عمله وقد روى في هذا المثل بعينه حديث مرفوع لكنه لا يثبت رواه أبو جعفر العقيلي في
288
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 288