نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 287
لنفسه وجعل ينقل تلك الآلات إلى مكان في الدار يخبؤها فيه وكلما قدم إليه ربها شيئاً أو آلة حدث نفسه بملكه واختصاصه به عن سائر الأضياف ورب الدار يشاهد ما يصنع وكرمه يمنعه من اخراجه من داره حتى إذا ظن أنه قد استبد بتلك الآلات وملك الدار وتصرف فيها وفي آلاتها تصرف المالك الحقيقي واستوطنها واتخذها داراً له أرسل إليه مالكها عبيده فأخرجوه منها اخراجا عنيفاً وسلبوه كل ما هو فيه ولم يصحبه من تلك الآلات شيء وحصل على مقت رب الدار له وافتضاحه عنده وبين مماليكه وحشمه وخدمه . فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل فإنه مطابق للحقيقة والله المستعان . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كل أحد في هذه الدنيا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة . وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة حتى أكون أنا أحدثه فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب وقال : ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم أن يمنعوهم قال : لا قالت : فاحتسب ابنك قال فغضب وقال : تركتيني تلطخت ثم أخبرتيني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بارك الله لكما في ليلتكما ) . . وذكر الحديث . [ فصل ] المثال السادس عشر : قوم سلكوا مفازة فاجأهم العطش فانتهوا إلى البحر وماؤه أمر شيء وأملحه فلشدة عطشهم لم يجدوا طعم مرارته وملوحته فشربوا منه فلم يرووا وجعلوا كلما ازدادوا شربا ازدادوا ظمأ حتى تقطعت
287
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 287