responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 283


ونحن بنو الدنيا ومنها نباتنا * وما أنت منه فهو شيء محبب وجعل الناس فيها قسمين أحدهما : مصلح متقي فهذا تقواه واصلاحه لا يدعانه ينهمك عليها ويشره فيها ويأخذها من غير حلها ويضعها في غير حقها فان لم يتق ويصلح صرف نهمته وقواه وحرصه إلى تحصيلها فكان كالذي يأكل ولا يشبع وهذا من أحسن الأمثلة فان المقصود من الأكل حفظ الصحة والقوة وذلك تابع لقدر الحاجة وليس المقصود منه ذاته ونفسه فمن جعل نهمته فوق مقصوده لم يشبع ولهذا قام الإمام أحمد : الدنيا قليلها يجزى وكثيرها لا يجزى وأخبر عن تفاوت الناس في المنزلتين أعني منزلة التقوى والاصلاح ومنزلة الأكل والشره وأن بين الرجلين في ذلك كما بين الكوكبين الغارب في الأفق والطالع منه وبين ذلك منازل متفاوتة .
[ فصل ] المثال التاسع : ما تقدم من حديث المستورد بن شداد قال : كنت مع الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا : ومن هوانها ألقوها يا رسول الله قال : ( فوالذي نفس محمد بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ) قال الترمذي : حديث حسن صحيح فلم يقتصر صلى الله عليه وسلم على تمثيلها بالسخلة الميتة بل جعلها أهون على الله منها .
وفي مسند الإمام أحمد في هذا الحديث : ( فوالذي نفسي بيده للدنيا عند الله أهون عليه من تلك السخلة على أهلها ) فأكد ذلك بالقسم الصادق فإذا كان مثلها عند الله أهون وأحقر من سخلة ميتة على أهلها فمحبها وعاشقها أهون على الله من تلك السخلة وكونها سخلة أهون عليهم من كونها شاة كبيرة لأن تلك ربما انتفعوا بصوفها أو دبغوا جلدها وأما ولد شاة صغيرة ميت ففي غاية الهوان والله المستعان .

283

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست