نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 284
[ فصل ] المثال العاشر : مثلها مثل البحر الذي لا بد للخلق كلهم من ركوبه ليقطعوه إلى الساحل الذي فيه دورهم وأوطانهم ومستقرهم ولا يمكن قطعه إلا في سفينة النجاة فأرسل الله رسله لتعرف الأمم اتخاذ سفن النجاة وتأمرهم بعملها وركوبها وهي طاعته وطاعة رسله وعبادته وحده واخلاص العمل له والتشمير للآخرة وإرادتها والسعي لها سعيها . فنهض الموفقون وركبوا السفينة ورغبوا عن خوض البحر لما علموا أنه لا يقطع خوضا ولا سباحة وأما الحمقاء فاستصعبوا عمل السفينة وآلاتها والركوب فيها وقالوا : نخوض البحر فإذا عجزنا قطعناه سباحة - وهم أكثر أهل الدنيا - فخاضوه فلما عجزوا عن الخوض أخذوا في السباحة حتى أدركهم الغرق ونجا أصحاب السفينة كما نجوا مع نوح عليه السلام وغرق أهل الأرض . فتأمل هذا المثل وحال أهل الدنيا فيها يتبين لك مطابقته لك مطابقته للواقع وقد ضرب هذا المثل للدنيا والآخرة والقدر والأمر فان القدر بحر والأمر فيه سفينة لا ينجوا إلا من ركبها . [ فصل ] المثال الحادي عشر : مثالها مثال إناء مملوء عسلا رآه الذباب فأقبل نحوه فبعضه قعد على حافة الإناء وجعل يتناول من العسل حتى أخذ حاجته ثم طار وبعضه حمله الشره على أن رمى بنفسه في لجة الإناء ووسطه فلم يدعه انغماسه فيه أن يتهنأ به إلا قليلا حتى هلك في وسطه . [ فصل ] المثال الثاني عشر : مثال حب قد نثر على وجه الأرض وجعلت حبة في فخ وجعل حول ذلك الحب حب ليس في فخاخ فجاءت الطير فمنها من قنع بالجوانب ولم يرم نفسه في وسط الحب فأخذ حاجته ومضى ومنها من حمله
284
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 284