نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 274
حدثنا عوف عن أبي العلاء قال : رأيت في النوم عجوزا كبيرة عليها من كل زينة الدنيا والناس عكوف عليها متعجبون ينظرون إليها فجئت فنظرت فتعجبت من نظرهم إليها وإقبالهم عليها فقلت لها : ويلك من أنت قالت : أما تعرفني قلت : لا قالت : أنا الدنيا قال : قلت : أعوذ بالله من شرك قالت : فان أحببت أن تعاذ من شري فابغض الدرهم . قال ابن أبي الدنيا : وحدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا سفيان بن عينيه قال : قال لي أبو بكر بن عياش : رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة شمطاء تصفق بيديها وخلفها خلق يتبعونها ويصفقون ويرقصون فلما كانت بحذائي أقبلت على فقالت : لو ظفرت بك صنعت ما صنعت بهؤلاء ثم بكى أبو بكر . قال : وحدثنا محمد بن علي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت الفضيل قال : بلغني أن رجلاً عرج بروحه قال : فإذا امرأة على قارعة الطريق عليها من كل زينة الحلي والثياب وإذا هي لا يمر بها أحد إلا جرحته وإذا هي أدبرت كانت أحسن شيء رآه الناس وإذا أقبلت أقبح شيء عجوز شمطاء زرقاء عمشاء فقلت : أعوذ بالله قالت : لا والله لا يعيذك الله حتى تبغض الدرهم قال قلت : من أنت قالت : أنا الدنيا . ووصف علي رضي الله عنه الدنيا فقال : دار من صح فيها هرم ومن سقم فيها ندم ومن افتقر فيها حزن ومن استغنى فيها فتن في حلالها الحساب وفي حرامها النار . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له . وذكر ابن أبي الدنيا : أن الحسن كتب إلى عمر بن عبد العزيز : أما بعد فان الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة وانما أنزل آدم إليها عقوبة فاحذرها يا
274
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 274