responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 267


الخير ليريه أنه يفعل فيها الخير وقد تعبد لها قلبه فأين يقع ما يفعله من البر مع تعبده لها وقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليه فقال : ( لعن عبد الدينار والدرهم ) وقال : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ان أعطى رضي وان منع سخط ) وهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم وبيان لعبوديتها .
وقد عرضت الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم بحذافيرها وتعرضت له فدفع في صدرها باليدين وردها على عقبيها ثم عرضت بعده على أصحابه وتعرضت لهم فمنهم من سلك سبيله ودفعها عنه وهم القليل ومنهم من استعرضها وقال : ما فيك قالت : في الحلال والشبهة والمكروه والحرام فقالوا : هاتي حلالك ولا حاجة لنا فيما عداه فأخذوا حلالها ثم تعرضت لمن بعدهم فطلبوا حلالها فلم يجدوه فطلبوا مكروهها وشبهها فقالت : قد أخذه من قبلكم فقالوا : هاتي حرامك فأخذوه فطلبه من بعدهم فقالت : هو في أيدي الظلمة قد استأثروا به عليكم فتحيلوا على تحصيله منهم بالرغبة والرهبة فلا يمد فاجر يده إلى شيء من الحرام إلا وجد أفجر منه وأقوى قد سبقه إليه هذا وكلهم ضيوف وما بأيديهم عارية كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما أصبح أحد في الدنيا إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة .
قالوا : وانما كان حب الدنيا رأس الخطايا ومفسدا للدين من وجوه :
أحدها : أن حبها يقتضي تعظيمها ، وهي حقيرة عند الله ، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله .
وثانيها : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه .
وثالثها : أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه والى الدار الآخرة فعكس الأمر وقلب الحكمة فانعكس قلبه

267

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست