responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 268


وانعكس سيره إلى وراء فهاهنا أمران : أحدهما : جعل الوسيلة غاية والثاني : التوسل بأعمال الآخرة إلى الدنيا وهذا شر معكوس من كل وجه وقلب منكوس غاية الانتكاس وهذا هو الذي انطبق عليه حذو القذة بالقذة قوله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) وقوله تعالى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ) وقوله تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) فهذه ثلاث آيات يشبه بعضها بعضاً وتدل على معنى واحد وهو أن من أراد بعمله الدنيا وزينتها دون الله والدار الآخرة فحظه ما أراد وهو نصيبه ليس له نصيب غيره .
والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مطابقة لذلك مفسرة له كحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الثلاثين الذين هم أول من تسعر بهم النار : الغازي والمتصدق والقارئ الذين أرادوا بذلك الدنيا والنصيب وهو في صحيح مسلم .
وفي سنن النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله رجل غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له ثم قال : إن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه فهذا قد بطل أجره وحبط عمله مع أنه قصد حصول الأجر لما ضم إليه قصد الذكر بين الناس فلم يخلص عمله لله فبطل كله .
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رجلاً قال : يا رسول الله

268

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست