responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 259


وقال ابن المبارك : أخبرنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه إلى بقيع الغرقد فقال : السلام عليكم يا أهل القبور لو تعلمون ما نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم ثم أقبل على أصحابه فقال : هؤلاء خير منكم فقالوا : يا رسول الله إخواننا أسلمنا كما أسلموا وهاجرنا كما هاجروا وجاهدنا كما جاهدوا وأتوا على آجالهم فمضوا فيها وبقينا في آجالنا فما يجعلهم خيرا منا فقال : إن هؤلاء خرجوا من الدنيا ولم يأكلوا من أجورهم شيئاً وخرجوا وأنا شهيد عليهم وأنتم قد أكلتم من أجوركم ولا أدري ما تحدثون بعدي قال : فلما سمعها القوم والله عقلوها وانتفعوا بها فقالوا : وانا لمحاسبون بما أصبنا من الدنيا بعدهم وانه لمنتقص به من أجورنا فأكلوا طيبا وأنفقوا قصدا وقدموا فضلا .
وقال عبد الله بن أحمد : قرأت على أبي هذا الحديث : حدثنا أسود ابن عامر حدثنا إسرائيل عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قال : ( ما أعطى رجل من الدنيا إلا نقص من درجته ) .
قالوا : وقد صرح سادات الأغنياء بأنهم ابتلوا بالضراء فصبروا وابتلوا بالسراء فلم يصبروا قال ذلك عبد الرحمن وغيره وكان هذا مصداقا لما رواه مصعب بن سعد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأنا من فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء انكم ابتليتم بالضراء فصبرتم وان الدنيا حلوة خضرة ) .
قالوا : وهاهنا قضيتان صادقتان بهما يتبين الفضل : إحداهما : أن الأكثرين هم الأقلون وقد تقدم الدليل عليها بما فيه الكفاية وأما الثانية : ففي الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ليس معه انسان قال : فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال : من هذا قلت : أبو ذر جعلني الله فداك قال : يا أبا ذر تعال فمشيت معه ساعة فقال : ( إن

259

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست