نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 258
ويوم سرور ويوم فرح ؟ ! فقال عمر : إن هذا لم يعطه قوم إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء . ودخل عليه أبو سنان الدؤلي وعنده نفر من المهاجرين فأرسل عمر إلى سفط أتى به من قلعة بالعراق وكان فيه خاتم فأخذه بعض ولده فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى فقال له من عنده : لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرت وأقر عينك فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) وأنا مشفق من ذلك . قال أبو سعيد : وجدت في كتاب بخط يدي عن أبي داوود قال : حدثنا محمد بن عبيد حدثنا يونس عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بقلنسوة بغزو كسرى بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك فألقى إليه سواري كسرى فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه فلما رآهما في يد سراقة قال : الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يد سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج ثم قال : ( اللهم قد علمت أن رسولك قد كان يحب أن يصيب مالا فينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت ذلك عنه نظرا منك له واختيارا اللهم اني أعوذ بك أن يكون هذا مكر منك بعمر ) ثم قال : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) . والمقصود أن سعة الدنيا وبسطها تعجيل من أجر الآخرة وتضييق من سعتها قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن أبي صفرة عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال : لما كان يوم أحد أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على الشهداء الذين قتلوا يومئذ فقال : ( إني شهيد على هؤلاء فزملوهم بدمائهم ) قال معمر وأخبره في من سمع الحسن يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هؤلاء قد مضوا وقد شهدت عليهم لم يأكلوا من أجورهم شيئاً وانكم قد أكلتم من أجوركم واني لا أدري ما تحدثون بعدي ) .
258
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 258