responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 249


قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ جاء رجل من الفقراء فجلس إلى جنب رجل من الأغنياء فكأنه قبض من ثيابه عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخشيت يا فلان أن يغدو غناك عليه أنو يغدو فقره عليك قال : يا رسول الله وشر الغنى قال : نعم ان غناك يدعوك إلى النار وان فقره يدعوه إلى الجنة قال : فما ينجيني منه قال : تواسيه قال : إذن أفعل فقال الآخر : لا أرب لي فيه قال : ( فاستغفر وادع لأخيك ) .
قالوا : وحق الغنى أعظم من أن يقوم العبد بشكره وقد روى الترمذي في جامعة من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه وثوب يوارى عورته وجلف الخبز والماء ) قال : هذا حديث حسن صحيح .
وفي صحيح مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا ابن آدم انك ان تبذل الفضل خير لك وان تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى ) .
وفي صحيحه أيضا من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يضرب يمينا وشمالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان معه فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان عنده فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى ظننا أنه لا حق لأحد منا في فضل .
قالوا : فهذا موضع النظر في تفضيل الغنى الشاكر ببذل الفضل كله وأما غني يمتع بأنواع الفضل ويشكر بالواجب وبعض المستحب فكيف يفضل على فقير صابر راض عن الله في فقره ؟ ! .
قالوا : وقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم أئمة الشاكرين : أنه لا يخاف عليهم الفقر انما يخاف عليهم الغنى ففي الصحيحين من حديث عمرو بن عوف وكان شهد بدراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح

249

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست