responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 250


إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء ابن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال : ( أظنكم سمعتم أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين فقالوا : أجل يا رسول الله قال : أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوا فيها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) .
قال الإمام أحمد : حدثنا روح حدثنا هشام عن الحسن قال : قيل لأبي ثعلبة الخشني : أين دنياكم والتي كنتم تعدون يا أصحاب محمد قال : ليبشر الآخر بدنيا قد ظلت تأكل - والله الذي لا إله إلا هو - الايمان كما تأكل النار الحطب الجزل .
وقال أحمد : حدثنا يزيد حدثنا هشام عن الحسن قال : سمعت الحسن يقول : والله ما أحد من الناس بسط الله له دنياه فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه وما أمسكها الله عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علماه وعجز رأيه .
قالوا : وقد مر على النبي صلى الله عليه وسلم فقير وغني فقال عن الفقير : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) وروى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما تقولون في هذا فقالوا : حرى ان خطب أن ينكح وان شفع أن يشفع وان قال أن يسمع قال - ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين - فقال : ما تقولون في هذا قالوا : حرى ان خطب أن لا ينكح وان شفع ألا يشفع وان قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) .
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقراء الصابرين بما لم يبشر به الأغنياء ففي الترمذي من حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يخر

250

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست