responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 239


وسررهم كلها من فضة وأخبر أنه زينها لأعدائه ولضعفاء العقول الذين لا نصيب لهم في الآخرة ونهى رسوله عن مد عينيه إليها والى ما متع به أهلها وذم من أذهب طيباته فيها واستمتع بها وقال لنبيه : ( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) ( الحجر : 3 ) وفي هذا تعزية لما منعه أولياءه من التمتع بالدنيا وكثرة الأكل فيها وتأديب لمن بسط له فيها ألا يطغى فيها ولا يعطي نفسه شهواتها ولا يتمتع بها وذم سبحانه محبيها المفتخرين بها المكاثرين بها الظانين أن الفضل والكرامة في سعتها وبسطها فأكذبهم الله سبحانه وأخبر أنه ليس كما قالوه ولا توهموه ومثلها لعباده بالأمثلة التي تدعو كل لبيب عاقل إلى الزهد فيها وعدم الوثوق بها والركون إليها فأحضر صورتها وحقيقتها في قلوبهم بما ضربه لها مثلا كماء أنزله من السماء فخالط نبات الأرض فلما أخذت به الأرض زخرفها وتزينت بأنواع النبات أتاها أمره فجعل تلك الزينة يبسا هشيما تذروه الرياح كأن لم يكن قط منه شيء وأخبر سبحانه عن فنائها وسرعة انقضائها وأنه إذا عاين العبد الآخرة فكأنه لبث فيها ساعة من نهار أو يوما أو بعض يوم ونهى سبحانه عباده أن يغتروا بها وأخبرهم أنه لهو ولعب وزينة وتفاخر وتكاثر ومتاع غرور وطريق ومعبر إلى الآخرة وانها عرض عاجل لا بقاء له ولم يذكر مريدها بخير قط بل حيث ذكره ذمه وأخبر أن مريدها مخالف لربه تعالى في إرادته فالله يريد شيئاً ومريد الدنيا يريد خلافه فهو مخالف لربه بنفس إرادته وكفى بهذا بعدا عنه سبحانه وأخبر سبحانه عن أهل النار أنهم انما دخلوها بسبب غرور الدنيا وأمانيها لهم .
قالوا : وهذا كله تزهيد لهم منه سبحانه فيها وترغيب في التقلل منها ما أمكن .
قالوا : وقد عرضها سبحانه وعرض مفاتيح كنوزها على أحب الخلق إليه وأكرمهم عليه عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلم يردها ولم يخترها ولو آثرها وأرادها لكان أشكر الخلق بما أخذه منها وأنفقه كله في مرضاه الله وسبيله قطعا بل اختار

239

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست