responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 238


به فتضمنت اللفظة نهيا ونفيا وأخبرهم سبحانه أنهم لا بد أن يعلموا عاقبة تكاثرهم علما بعد علم وأنهم لا بد أن يروا دار المكاثرين بالدنيا التي ألهتهم عن الآخرة رؤية بعد رؤية وأنه سبحانه لا بد أن يسألهم عن أسباب تكاثرهم من أين استخرجوها ؟ ! وفيم صرفوها ؟ .
فلله ما أعظمها من سورة وأجلها وأعظمها فائدة وأبلغها موعظة وتحذيرا وأشدها ترغيبا في الآخرة وتزهيدا في الدنيا على غاية اختصارها وجزالة ألفاظها وحسن نظمها فتبارك من تكلم بها حقا وبلغها رسوله عنه وحياً .
[ فصل ] وتأمل كيف جعلهم عند وصولهم إلى غاية كل حي زائرين غير مستوطنين بل هم مستودعون في المقابر مدة وبين أيديهم دار القرار فإذا كانوا عند وصولهم إلى الغاية زائرين فكيف بهم وهم في الطريق في هذه الدار فهم فيها عابروا سبيل إلى محل الزيارة ثم منتقلون من محل الزيارة إلى المستقر فها هنا ثلاثة أمور : عبور السبيل في هذه الدنيا وغايته زيارة القبور وبعدها النقلة إلى دار القرار .
[ فصل ] فلنرجع إلى تمام المناظرة قالوا : فالله تعالى حمى أولياءه عن الدنيا وصانهم عنها ورغب بهم عنها تكريما لهم وتطهيرا عن أدناسها ورفعة من دناءتها وذمها لهم وأخبرهم بهوانها عليه وسقوط قدرها عنده وأعلمهم أن بسطها فتنة وأنه سبب الطغيان والفساد في الأرض والهاء التكاثر بها عن طلب الآخرة وأنها متاع الغرور وذم محبيها ومؤثريها وأخبر أن من أرادها أو أراد زينتها وحرثها فليس له في الآخرة من نصيب وأخبر أن بسطها فتنة وابتلاء لا كرامة ومحبة وأن امداد أهلها بها ليس مسارعة لهم في الخيرات وأنها لا تقرب إليه ولا تزلف لديه وأنه لولا تتابع الناس في الكفر لأعطى الكفار منها فوق مناهم ووسعها عليهم أعظم التوسعة بحيث يجعل سقوف بيوتهم وأبوابهم ومعارجهم

238

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست