responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 235


والحلوبة فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : ( والذي نفسي بيده لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ) فهذا الحديث الصحيح صريح في تعميم الخطاب وأنه غير مختص بالكفار .
وأيضاً فالواقع يشهد بعدم اختصاصه وأن الالهاء بالتكاثر واقع من المسلمين كثيراً بل أكثرهم قد ألهاه التكاثر وخطاب القرآن عام لمن بلغه وإن كان أول من دخل فيه المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو متناول لمن بعدهم وهذا معلوم بضرورة الدين وان نازع فيه من لا يعتد بقوله من المتأخرين فنحن اليوم ومن قبلنا ومن بعدنا داخلون تحت قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ) ( البقرة : 183 ) ونظائره كما دخل تحته الصحابة بالضرورة المعلومة من الدين فقوله : ( ألهاكم التكاثر ) خطاب لكل من اتصف بهذا الوصف وهم في الالهاء والتكاثر درجات لا يحصيها إلا الله .
فان قيل : فالمؤمنون لم يلههم التكاثر ولهذا لم يدخلوا في الوعيد المذكور لمن ألهاه .
قيل : هذا هو الذي أوجب لأرباب هذا القول تخصيصه بالكفار لأنه لم يمكنهم حمله على العموم ورأوا أن الكفار أحق بالوعيد فخصوهم به وجواب هذا : أن الخطاب للإنسان من حيث هو انسان على طريقة القرآن في تناول الذم له من حيث هو انسان كقوله : ( وكان الانسان عجولاً ) ( الاسراء : 11 ) ( وكان الانسان قتورا ) ( الاسراء : 100 ) ( ان الانسان لربه لكنود ) ( العاديات : 6 ) ( وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ) ( الأحزاب : 72 ) ( إن الانسان لكفور ) ( الزخرف : 15 ) ونظائره كثيرة فالانسان من حيث هو

235

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست