نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 234
أيضاً يشهد بهذا القول وهو أن الكفار لم يؤدوا حق النعيم عليهم حيث أشركوا به وعبدوا غيره فاستحقوا أن يسئلوا عما أنعم به عليهم توبيخاً لهم هل قاموا بالواجب فيه أم ضيعوا حق النعمة ثم يعذبون على ترك الشكر بتوحيد المنعم قال : وهذا معنى قول مقاتل وهو قول الحسن قال : لا يسئل عن النعيم إلا أهل النار . قلت : ليس في اللفظ ولا في السنة الصحيحة ولا في أدلة العقل ما يقتضى اختصاص الخطاب بالكفار بل ظاهر اللفظ وصريح السنة والاعتبار يدل على عموم الخطاب لكل من اتصف بالهاء التكاثر له فلا وجه لتخصيص الخطاب ببعض المتصفين بذلك ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءة هذه السورة ( يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت وقائل ذلك قد يكون مسلماً وقد يكون كافراً ويدل عليه أيضاً الأحاديث التي تقدمت وسؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفهمهم العموم حتى قالوا له : وأي نعيم نسئل عنه وانما هو الأسودان فلو كان الخطاب مختصاً بالكفار لبين لهم ذلك وقال : ما لكم ولها انما هي للكفار فالصحابة فهموا التعميم والأحاديث صريحة في التعميم والذي أنزل عليه القرآن أفرهم على فهم العموم . وأما حديث أبي بكر الذي احتج به أرباب هذا القول فحديث لا يصح والحديث الصحيح في تلك القصة يشهد ببطلانه ونحن نسوقه بلفظه ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم - أو ليلة - فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : ( ما أخرجكما من بيوتكما في هذه الساعة قالا : الجوع يا رسول الله قال : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما فقاما معه فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته لما رأته امرأته قالت : مرحباً وأهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأين فلان قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء إذا جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال : كلوا من هذا فأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك
234
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 234