نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 232
الرابع : أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من السلف فهموا من الآية : عذاب القبر قال الترمذي : حدثنا أبو كريب حدثنا حكام بن سليم الرازي عن عمرو بن أبي قيس عن الحجاج بن المنهال بن عمر عن زر عن علي رضي الله عنه قال : ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت : ( ألهاكم التكاثر ) قال الواحدي : يعني أن معنى قوله : ( كلا سوف تعلمون ) في القبر . الخامس : أن هذا مطابق لما بعده من قوله : ( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ) ( التكاثر : 6 - 7 ) فهذه الرؤية الثانية غير الأولى من وجهين : اطلاق الأولى وتقييد الثانية بعد اليقين وتقدم الأولى وتراخي الثانية عنها ثم ختم السورة بالاخبار المؤكد بواو القسم ولام التأكيد والنون الثقيلة عن فإذ تخلص من هذا السؤال سئل سؤالاً آخر : هل شكر الله تعالى عليه فاستعان به على طاعته أم لا فالأول سؤال عن سبب استخراجه والثاني عن محل صرفه كما في جامع الترمذي من حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسئل عن خمس : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وفي ماذا عمل فيما علم ) . وفيه أيضاً عن أبي برزة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أبلاه ) قال : هذا حديث صحيح . وفيه أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يسئل عنه العبد يوم القيامة - يعنى من النعيم - أن يقال له : ألم نصح جسمك ونرويك من الماء البارد ؟ ) . وفيه أيضاً من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه لما نزلت : ( لتسئلن يومئذ عن النعيم ) ( التكاثر : 8 ) قال الزبير : يا رسول الله فأي النعيم تسأل
232
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 232