نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 227
العلم والجسم ) ( البقرة : 247 ) فرد الله سبحانه قولهم وأخبر سبحانه أن الفضل ليس بالمال كما توهموه وأن الفضل بالعلم لا بالمال وقال سبحانه : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ( يونس : 58 ) ففضله ورحمته : العلم والايمان والقرآن والذي يجمعونه هو المال وأسبابه ومثله قوله تعالى : ( أهم يقسمون رحمة ربك ) - إلى قوله - : ( ورحمة ربك خير مما يجمعون ) ( الزخرف : 32 ) . الوجه التاسع : أنه سبحانه أخبر أن التكاثر في جمع المال وغيره ألهى الناس وشغلهم عن الآخرة والاستعداد لها وتوعدهم على ذلك فقال تعالى : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ) ( التكاثر : 1 - 4 ) فأخبر سبحانه أن التكاثر شغل أهل الدنيا وألهاهم عن الله والدار الآخرة حتى حضرهم الموت فزاروا المقابر ولم يفيقوا من رقدة من ألهاهم التكاثر وجعل الغاية زيارة المقابر دون الموت ايذانا بأنهم غير مستوطنين ولا مستقرين في القبور وأنهم فيها بمنزلة الزائرين يحضرونها مدة ثم يظعنون عنها كما كانوا في الدنيا كذلك زائرين لها غير مستقرين فيها ودار القرار هي الجنة أو النار ولم يعين سبحانه المتكاثر به بل ترك ذكره اما لأن المذموم هو نفس التكاثر بالشيء لا المتكاثر به واما إرادة الاطلاق وهو كل ما تكاثر به العبد غيره من أسباب الدنيا من مال أو جاه أو عبيد أو إماء أو بناء أو غراس أو علم لا ينبغي به وجه الله أو عمل لا يقربه إلى الله فكل هذا من التكاثر الملهي عن الله والدار الآخرة . وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن الشخير أنه قال : انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ : ( ألهاكم التكاثر ) قال : ( يقول ابن آدم : مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت ) .
227
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 227