نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 226
ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ) وسيأتي الحديث . الوجه الخامس : أنه سبحانه لم يذكر المترفين وأصحاب الثروة إلا بالذم كقوله : ( إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ) ( الواقعة : 45 ) وقوله : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) ( الاسراء : 16 ) وقوله تعالى : ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون ) ( الأنبياء : 13 ) . الوجه السادس : أنه سبحانه ذم محب المال فقال : ( وتأكلون التراث أكلاً لما وتحبون المال حبا جما ) ( الفجر : 19 2 ) فذمهم بحب المال وعيرهم به . الوجه السابع : أنه سبحانه ذم متمني الدنيا والغنى والسعة فيها ومدح من أنكر عليهم وخالفهم فقال تعالى عن أغنى أهل زمانه : ( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون انه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون ) ( القصص : 79 - 80 ) فأخبروا أن ما عند الله خير من الدنيا لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقى هذه الوصية وهي الكلمة التي تكلم بها الذين أوتوا العلم أو المثوبة والجنة التي دل عليها قوله : ( ثواب الله خير ) والسيرة والطريقة التي دل عليها قوله : ( إن آمن وعمل صالحاً ) وعلى كل حال لا يلقى ذلك إلا الصابرون على الفقر وعن الدنيا وشهواتها وما أترف فيه الأغنياء وقد شهد الله سبحانه لهم أنهم من أهل العلم دون الذين تمنوا الدنيا وزينتها . الوجه الثامن : أنه سبحانه أنكر على من ظن أن التفضيل يكون بالمال الذي يحتاج إليه لإقامة الملك فكيف بما هو زيادة وفضلة فقال تعالى : ( وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في
226
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 226