نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 217
الباب الثاني والعشرون في اختلاف الناس في الغنى الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل ؟ وما هو الصواب في ذلك ؟ هذه مسألة كثر فيها النزاع بين الأغنياء والفقراء واحتجت كل طائفة على الأخرى بما لم يمكنها دفعه من الكتاب والسنة والآثار والاعتبار ولذلك يظهر للمتأمل تكافؤ الطائفتين فان كلا منهما أدلت بحجج لا تدفع والحق لا يعارض بعضه بعضاً بل يجب اتباع موجب الدليل أين كان وقد أكثر الناس الكلام في المسألة من الجانبين وصنفوا فيها من الطرفين وتكلم الفقهاء والفقراء والأغنياء والصوفية وأهل الحديث والتفسير لشمول معناها وحقيقتها للناس كلهم وحكوا عن الإمام أحمد فيها روايتان ذكرهما أبو الحسين في كتاب ( التمام ) فقال : مسألة الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر في أصح الروايتين وفي رواية ثانية : الغني الشاكر أفضل وبها قال جماعة منهم ابن قتيبة ووجه الأولى - واختارها أبو إسحاق بن شاقل والوالد السعيد . قوله تعالى : ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) ( الفرقان : 75 ) . قال محمد بن علي بن الحسين : الغرفة الجنة بما صبروا قال : على الفقر في الدنيا . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً
217
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 217