responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 212


[ فصل ] ثم أخبر سبحانه وتعالى عنها أنها يفاخر بعضنا بعضاً بها فيطلبها ليفخر بها على صاحبه وهذا حال كل من طلب شيئاً للمفاخرة من مال أو جاه أو قوة أو علم أو زهد .
والمفاخرة نوعان : مذمومة ومحمودة فالمذمومة : مفاخرة أهل الدنيا بها والمحمودة : أن يطلب المفاخرة في الآخرة فهذه من جنس المنافسة المأمور بها وهي أن الرجل ينفس على غيره بالشيء ويغر أن يناله دونه ويأنف من ذلك ويحمى أنفه له يقال : نفست عليه الشيء أنفسه نفاسة : إذا ضننت به ولم تحب أن يصير إليه دونك والتنافس : تفاعل من ذلك كأن كل واحد من المتنافسين يريد أن يسبق صاحبه إليه وحقيقة المنافسة : الرغبة التامة والمبادرة والمسابقة إلى الشيء النفيس .
[ فصل ] ثم أخبر تعالى عنها أنها تكاثر في الأموال والأولاد فيجب على كل واحد أن يكثر بني جنسه في ذلك ويفرح بأن يرى نفسه أكثر من غيره مالاً وولداً وأن يقال فيه ذلك وهذا من أعظم ما يلهي النفوس عن الله والدار الآخرة كما قال تعالى : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ) ( التكاثر : 1 - 4 ) والتكاثر في كل شيء فكل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الآخرة فهو داخل في حكم هذه الآية فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم فيجمعه تكاثراً وتفاخراً وهذا أسوأ حالاً عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه فإنه جعل أسباب الآخرة للدنيا وصاحب المال والجاه استعمال أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها .
[ فصل ] ثم أخبر سبحانه عن مصير الدنيا وحقيقتها وأنها بمنزلة غيث أعجب الكفار نباته والصحيح إن شاء الله أن الكفار هم الكفار بالله وذلك عرف القرآن

212

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست