responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 207


من أصحاب الكبائر الموحدين وهذا جواب ابن الأنباري وغيره .
والآية بحمد الله لا اشكال فيها والله سبحانه ذكر جزاء من يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها وهو النار وأخبر بحبوط عمله وبطلانه فإذا أحبط ما ينجو به وبطل لم يبق معه ما ينجيه فإن كان معه ايمان لم يرد به الدنيا وزينتها بل أراد الله به والدار الآخرة لم يدخل هذا الايمان في العمل الذي حبط وبطل وأنجاه ايمانه من الخلود في النار وان دخلها بحبوط عمله الذي به النجاة المطلقة .
والايمان إيمانان : ايمان يمنع من دخول النار وهو الايمان الباعث على أن تكون الأعمال لله يبتغى بها وجهه وثوابه وايمان يمنع الخلود في النار وإن كان مع المرائي شيء منه والا كان من أهل الخلود .
فالآية لها حكم نظائرها من آيات الوعيد والله الموفق وذلك قوله : ( ما كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) ( الشورى : 20 ) ومنه قوله : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ) ( الإسراء : 18 - 19 ) .
فهذه ثلاث مواضع في القرآن يشبه بعضها بعضاً ويصدق بعضها بعضاً وتجتمع على معنى واحد وهو أن من كانت الدنيا مراده ولها يعمل في غاية سعيه لم يكن له في الآخرة نصيب ومن كانت الآخرة مراه ولها عمل وهي غاية سعيه فهي له .
بقي أن يقال : فما حكم من يريد الدنيا والآخرة فإنه داخل تحت حكم الإرادتين فبأيهما يلحق ؟ .
قيل : من هاهنا نشأ الاشكال وظن من ظن من المفسرين أن الآية في حق الكافر فإنه هو الذي يريد الدنيا دون الآخرة وهذا غير لازم طرداً ولا عكساً

207

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست