نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 206
ومكاني ما أردتم بعبادتي ؟ فيقولون : بعزتك وجلالك ومكانك الدنيا فيقول : إني لم أقبل من ذلك شيئاً اذهبوا بهم إلى النار ويقول للذين كانوا يعبدون رياء وسمعة : بعزتي وجلالي ومكاني ما أردتم بعبادتي فيقولون : بعزتك وجلالك ومكانك رياء وسمعة فيقول : إني لم أقبل من ذلك شيئاً اذهبوا بهم إلى النار ويقول للذين كانوا يعبدونه لوجهه وداره : بعزتي وجلالي ومكاني ما أردتم بعبادتي فيقولون : بعزتك وجلالك وجهك ودارك فيقول : صدقتم اذهبوا بهم إلى الجنة ) . هذا حديث غني عن الاسناد والقرآن والسنة شاهدان بصدقه ويدل على صحة هذا القول في الآية قوله تعالى : ( نوف إليهم أعمالهم فيها ) ( هود : 15 ) وذلك على أنها في قوم لهم أعمال لم يريدوا بها وجه الله وانما أرادوا بها الدنيا ولها عملوا فوفاهم الله ثواب أعمالهم فيها من غير بخس وأفضوا إلى الآخرة بغير عمل يستحقون عليه الثواب وهذا لا يقع ممن يؤمن بالآخرة إلا كما يقع منه كبائر الأعمال وقوعاً عارضاً يتوب منه ويراجع التوحيد . وقال ابن الأنباري : فعلى هذا القول المعنى في قوم من أهل الاسلام يعملون العمل الحسن لتستقيم به دنياهم غير متفكرين في الآخرة وما ينقلبون إليه فهؤلاء يجعل لهم جزاء حسناتهم في الدنيا فإذا جاءت الآخرة كان جزاؤهم عليها النار إذا لم يريدوا بها وجه الله ولم يقصدوا التماس ثوابه وأجره . ثم أورد أصحاب هذا القول على أنفسهم سؤالاً قالوا : فان قيل : الآية الثانية على هذا القول توجب تخليد المؤمن المريد بعمله الدنيا في النار . وأجابوا عنه : بأن ظاهر الآية يدل على أن من راءى بعمله ولم يلتمس به ثواب الآخرة بل كانت نيته الدنيا فان الله يبطل ايمانه عند الموافاة فلا يوافي ربه بالايمان قالوا : ويدل عليه قوله : ( وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) ( هود : 16 ) وهذا يتناول أصل الايمان وفروعه . وأجابت فرقة أخرى : بأن الآية لا تقتضي الخلود الأبدي في النار وانما تقتضي أن الذي يستحقونه في الآخرة النار وأنهم ليس لهم عمل صالح يرجون به النجاة فإذا كان مع أحدهم عمود التوحيد فإنه يخرج به من النار مع من يخرج
206
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 206