responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 205


وقال الضحاك : من عمل صالحاً من أهل الايمان من غير تقوى عجل له ثواب عمله في الدنيا .
واختار الفراء هذا القول وقال : من أراد بعمله من أهل القبلة ثواب الدنيا عجل له ثوابه ولم يبخس .
وهذا القول أرجح ومعنى الآية على هذا : من كان يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها وهذا لا يكون مؤمناً البتة فان العاصي والفاسق ولو بالغا في المعصية والفسق فإيمانهما يحملهما على أن يعملا أعمال البر لله فيريدان بأعمال البر وجه الله وان عملا بمعصيته فأما من لم يرد بعمله وجه الله وانما أراد به الدنيا وزينتها فهذا لا يدخل في دائرة أهل الايمان .
وهذا هو الذي فهمه معاوية من الآية واستشهد بها على حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم في صحيحه في الثلاثة الذين هم أول تسعر بهم النار يوم القيامة : ( القارئ الذي قرأ القرآن ليقال فلان قارئ والمتصدق الذي أنفق أمواله ليقال فلان جواد والغازي الذي قتل في الجهاد ليقال هو جرئ ) .
وكما أن خيار خلق الله هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون فشرار الخلق من تشبه بهم وليس منهم : فمن تشبه بأهل الصدق والاخلاص وهو مراء كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثني محمد بن إدريس قال : أخبرني عبد الحميد ابن صالح حدثنا : قطن بن الحباب عن عبد الوارث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق : فرقة يعبدون الله عز وجل للدنيا وفرقة يعبدون رياء وسمعة وفرقة يعبدونه لوجهه ولداره فيقول للذين كانوا يعبدونه للدنيا : بعزتي وجلالي

205

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست