responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 200


الجنة ؟ صلى الله عليه وسلم ) قالوا : الله ورسوله أعلم قال : ( فقراء المهاجرين الذين يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ) .
وفي جامع الترمذي من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفاً ) .
فهذا الحديث وأمثاله صحيح صريح في سبق فقراء الصحابة إلى الجنة لأغنيائهم وهم في السبق متفاوتون فمنهم من يسبق خمسمائة عام ومنهم من يسبق بأربعين عاماً ولا يقدح ذلك في منزلة المتأخرين في الدخول فإنهم قد يكونون أرفع منزلة ممن سبقهم إلى الدخول وان تأخروا بعدهم للحساب فان الإمام العادل يوقف للحساب ويسبقه من لم يل شيئاً من أمور المسلمين إلى الجنة فإذا دخل الإمام العادل بعده كانت منزلته أعلى من منزلة الفقير بل يكون أقرب الناس من الله منزلة كما في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً : إمام عادل وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذاباً : إمام جائر ) .
فالإمام العادل والغني قد يتأخر دخول كل منهم للحساب ويكون بعد الدخول أرفع منزلة من الفقير السابق ولا يلزم من احتباس عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله حتى يحاسبه الله عليه ثم يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه غضاضة عليه ولا نقص من مرتبته ولا يضاد ذلك سبقه وكونه مشهوداً له بالجنة .
وأما حديث دخوله الجنة زحفاً فالأمر كما قال فيه الإمام أحمد رحمه الله : إنه كذب منكر وكما قال النسائي : إنه موضوع ومقامات عبد الرحمن وجهاده ونفقاته العظيمة وصدقاته تقتضي دخوله مع المارين كالبرق أو كالطرف أو كأجاويد الخيل ولا يدعه يدخلها زحفاً .

200

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست