نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 196
أعلى مراتب الفقراء الصابرين قال تعالى : ( ووجدك عائلاً فأغنى ) ( الضحى : 8 ) وأجمع المفسرون أن العائل هو الفقير يقال : عال الرجل يعيل إذا افتقر وأعال يعيل إذا صار ذا عيال مثل لبن وأثمر وأثرى إذا صار ذا لبن وثمر وثروة وعال يعول إذا جار ومنه قوله تعالى : ( ذلك أدنى أن لا تعولوا ) ( النساء : 3 ) وقيل : المعنى ألا تكثر عيالكم والقول هو الأول لوجوه : أحدها : أنه لا يعرف في اللغة عال يعول إذا كثر عياله وانما المعروف في ذلك أعال يعيل وأما عال يعول فهو بمعنى الجود ليس إلا هذا الذي ذكره أهل اللغة قاطبة . الثاني : أنه سبحانه قابل ذلك بالعدل الذي نقلهم عند خوفهم من فقده إلى الواحدة والتسري بما شاءوا من ملك أيمانهم ولا يحسن هنا التعليل بعدم العيال . يوضحه الوجه الثالث : أنه سبحانه نقلهم عند الخوف من عدم القسط في نكاح اليتامى إلى من سواهن من النساء لئلا يقعوا في ظلم أزواجهم اليتامى وجوز لهم نكاح الواحدة وما فوقها إلى الأربع ثم نقلهم عند خوف الجور وعدم العدل في القسمة إلى الواحدة أو النوع الذي لا قسمة عليهم في الاستمتاع بهن وهن الإماء فانتظمت الآية ببيان الجائز من نكاح اليتامى والبوالغ والأولى من ذينك القسمين عند خوف العدل فما لكثرة العيال مدخل هاهنا البتة . يوضحه الوجه الرابع : أنه لو كان المحذور كثرة العيال لما نقلهم إلى ما شاءوا من كثرة الإماء بلا عدد فان العيال كما يكونون من الزوجات يكونون من الإماء ولا فرق فإنه لم ينقلهم إلى إماء الاستخدام بل إلى إماء الاستفراش . يوضحه الوجه الخامس : أن كثرة العيال ليس أمراً محذوراً مكروهاً للرب تعالى كيف وخير هذه الأمة أكثرها نساء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود
196
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 196