responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 194


الفقير أتقى لله في صبره من الغني في شكره فلا يصح أن يقال : هذا بغناه أفضل ولا هذا بفقره أفضل ولا يصح أن يقال : هذا بالشكر أفضل من هذا بالصبر ولا بالعكس لأنهما مطيتان للإيمان لا بد منهما بل الواجب أن يقال : أقومهما بالواجب والمندوب هو الأفضل فان التفضيل تابع لهذين الأمرين كما قال تعالى في الأثر الإلهي : ( ما تقرب إلى عبدي بمثل مداومة ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ) فأي الرجلين كان أقوم بالواجبات وأكثر نوافل كان أفضل .
فان قيل : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلك خمسمائة عام ) .
قيل : هذا لا يدل على فضلهم على الأغنياء في الدرجة وعلو المنزلة وان سبقوهم بالدخول فقد يتأخر الغني والسلطان العادل في الدخول لحسابه فإذا دخل كانت درجته أعلى ومنزلته أرفع كسبق الفقير القفل في المضائق وغيرها ويتأخر صاحب الأحمال بعده .
فان قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للفقراء لما شكوا إليه زيادة عمل الأغنياء عليهم بالعتق والصدقة : ( ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم فدلهم على التسبيح والتحميد والتكبير عقب كل صلاة فلما سمع الأغنياء ذلك عملوا به فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وهذا يدل على ترجيح حال الغني الشاكر قيل : هذا حجة للقول الذي أنصرناه وهو أن أفضلهما أكثرهما نوافل فان استويا وهاهنا قد ساوى الأغنياء الفقراء في أعمالهم المفروضة والنافلة وزادوا عليهم بنوافل : العتق والصدقة وفضلوهم بذلك فساووهم في صبرهم على الجهاد والأذى في الله والصبر على

194

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست