responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 193


والسؤال عن أيهما أفضل كالسؤال عن الحس والحركة أيهما أفضل وعن الطعام والشراب أيهما أفضل وعن خوف العبد ورجائه أيهما أفضل فالمأمور لا يؤدي إلا بصبر وشكر والمحظور لا يترك إلا بصبر وشكر وأما المقدور الذي يقدر على العبد من المصائب فمتى صبر عليه اندرج شكره في صبره كما يندرج صبر الشاكر في شكره .
ومما يوضح هذا أن الله سبحانه امتحن العبد بنفسه وهواه وأوجب عليه جهادهما في الله فهو في كل وقت في مجاهدة نفسه حتى تأتي بالشكر المأمور به ويصبر عن الهوى المنهى عن طاعته فلا ينفك العبد عنهما غنياً كان أو فقيراً معافى أو مبتلى .
وهذه هي مسألة الغنى الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل وللناس فيها ثلاثة أقوال وهي التي حكاها أبو الفرج بن الجوزي وغيره في عموم الصبر والشكر أيهما أفضل وقد احتجت كل فرقة بحجج وأدلة على قولها .
والتحقيق أن يقال : أفضلهما أتقاهما لله تعالى فان فرض استوائهما في التقوى استويا في الفضل فان الله سبحانه لم يفضل بالفقر والغنى كما لم يفضل بالعافية والبلاء وانما فضل بالتقوى كما قال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( الحجرات : 13 ) وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ولا فضل لعجمي على عربي إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب ) .
والتقوى مبنية على أصلين : الصبر والشكر وكل من الغنى والفقير لا بد له منهما فمن كان صبره وشكره أتم كان أفضل .
فإن قيل : فإذا كان صبر الفقير أتم ، وشكر الغني أتم ، فأيهما أفضل ؟ .
قيل : أتقاهما لله في وظيفته ومقتضى حاله ولا يصح التفضيل بغير هذا البتة فان الغنى قد يكون أتقى لله في شكره من الفقير في صبره وقد يكون

193

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست