responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 191


على نعمه وما يحمد أخص مما يشكر به فإنه يشكر بالقلب واللسان والجوارح ويحمد بالقلب واللسان .
[ فصل ] إذا عرف هذا فكل من الصبر والشكر داخل في حقيقة الآخر لا يمكن وجوده إلا به وانما يعبر عن أحدهما باسمه الخاص به باعتبار الأغلب عليه والأظهر منه والا فحقيقة الشكر انما يلتئم من الصبر والإرادة والفعل فان الشكر هو العمل بطاعة الله وترك معصيته والصبر أصل ذلك فالصبر على الطاعة وعن المعصية هو عين الشكر وإذ كان الصبر مأموراً به فأداؤه هو الشكر .
فان قيل : فهذا يفهم منه اتحاد الصبر والشكر وانهما اسمان لمسمى واحد وهذا محال عقلاً ولغة وعرفاً وقد فرق الله سبحانه بينهما .
قيل : بل هما معنيان متغايران وانما بينا تلازمهما وافتقار كل واحد منهما في وجود ماهيته إلى الآخر ومتى تجرد الشكر عن الصبر بطل كونه شكراً وإذا تجرد الشكر عن الصبر بطل كونه صبراً الأول : فظاهر وأما الثاني : إذا تجرد عن الشكر كان كفوراً ومنافاة الكفور للصبر أعظم من منافاة السخوط .
فإن قيل : بل هاهنا قسم آخر وهو أن لا يكون كفوراً ولا شكوراً بل صابراً على مضض وكراهة شديدة فلم يأت بحقيقة الشكر ولم يخرج عن ماهية الصبر .
قيل : كلامنا في الصبر المأمور به الذي هو طاعة لا في الصبر الذي هو تجلد كصبر البهائم وصبر الطاعة لا يأتي به إلا شاكر ولكن اندرج شكره في صبره فكان الحكم للصبر كما اندرج صبر الشكور في شكره فكان الحكم للشكر فمقامات الايمان لا تعدم بالتنقل فيها بل تندرج وينطوي الأدنى في الأعلى كما يندرج الايمان في الاحسان وكما يندرج الصبر في مقامات الرضا لا أن الصبر يزول ويندرج الرضا في التفويض ويندرج الخوف والرجاء في الحب لا أنهما

191

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست