نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 190
وحبس السلطان رجلاً فأرسل إليه صاحبه : اشكر الله فضرب فأرسل إليه : اشكر الله فجئ بمحبوس مجوسي مبطون فقيد وجعل حلقة من قيده في رجله وحلقة في الرجل المذكور فكان المجوسي يقوم بالليل مرات فيحتاج الرجل أن يقف على رأسه حتى يفرغ فكتب إليه صاحبه : أشكر الله فقال له : إلى متى تقول اشكر الله وأي بلاء فوق هذا فقال : ولو وضع الزنار الذي في وسطه في وسطك كما وضع القيد الذي في رجله في رجلك ماذا كنت تصنع فاشكر الله . ودخل رجل على سهل بن عبد الله فقال : اللص دخل داري وأخذ متاعي فقال : اشكر الله فلو دخل اللص قلبك - وهو الشيطان - وأفسد عليك التوحيد ماذا كنت تصنع ؟ . وقيل : شكر التلذذ بثنائه على ما لم يستوجبه من عطائه . وقيل : إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر . وقيل : أربعة لا ثمرة لهم : مشاورة الأصم ووضع النعمة عند من لا يشكرها والبذر في السباخ والسراج في الشمس . والكشر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح فالقلب للمعرفة والمحبة واللسان للثناء والحمد والجوارح لاستعمالها في طاعة المشكور وكفها عن معاصيه وقال الشاعر : أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضمير المحجبا والشكر أخص بالأفعال والحمد أخص بالأقوال وسبب الحمد أعم من سبب الشكر ومتعلق الشكر وما به الشكر أعم مما به الحمد فما يحمد الرب تعالى عليه أعظم مما يشكر عليه فإنه يحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله ونعمه ويشكر
190
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 190