نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 189
أحدها : اعترافه بنعمة الله عليه والثاني : الثناء عليه بها والثالث : الاستعانة بها على مرضاته . وأما قول الناس في الشكر فقالت طائفة : هو الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع وقيل : الشكر هو الثناء على المحسن بذكر احسانه إليه فشكر العبد ثناؤه عليه بذكر احسانه إليه وقيل : شكر النعمة مشاهدة المنة وحفظ الحرمة والقيام بالخدمة وقيل : شكر النعمة أن ترى نفسك فيها طفيلياً وقيل : الشكر معرفة العجز عن الشكر ويقال : الشكر على الشكر أتم من الشكر وذلك أن ترى شكرك بتوفيقه وذلك التوفيق من أجل النعم عليك تشكر على الشكر ثم تشكره على الشكر ألا ترى نفسك للنعمة أهلا وقيل : الشكر استفراغ الطاقة في الطاعة وقيل : الشاكر الذي يشكر على الوفد والشكور الذي يشكر على الرد وقيل : الشاكر الذي يشكر على النفع والشكور الذي يشكر على المنع وقيل الشاكر الذي يشكر على العطاء والشكور الذي يشكر على البلاء . وقال الجنيد : كنت بين يدي السرى ألعب وأنا ابن سبع سنين وبيننا جماعة يتكلمون في الشكر فقال لي : يا غلام ما الشكر فقلت : ألا تعصي الله بنعمة فقال : يوشك أن يكون حظك من الله لسانك فلا أزل أبكي على هذه الكلمة التي قالها السرى . وقال الشبلي : الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعم وهذا ليس بجيد بل من تمام الشكر أن تشهد النعمة من المنعم . وقيل : الشكر قدر الموجود وصيد المفقود . وقال أبو عثمان : شكر العامة على المطعم والملبس وشكر الخواص على ما يرد على قلوبهم من المعاني .
189
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 189