نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 185
معرفتها كما لم يجعل لحد ادراكه أكثر من العلم أنه لا يدرك فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكراً كما شكر علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله ايماناً علماً منه أن العباد لا يتجاوزون ذلك . وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا مثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خصلتان من كانتا فيه كتبه الله صابراً شاكراً ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله صابراً شاكراً : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله صابراً وشاكراً ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله صابراً شاكراً وبهذا الاسناد عن عبد الله بن عمرو موقوفاً عليه : أربع خصال من كن فيه بني الله له بيتاً في الجنة : من كان عصمة أمره لا إله إلا الله وإذا أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون وإذا أعطى شيئاً قال : الحمد لله وإذا أذنب قال : أستغفر الله . وقال ابن المبارك عن شبل عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : ( إنه كان عبداً شكوراً ) ( الاسراء : 3 ) قال : لم يأكل شيئاً إلا حمد الله عليه ولم يشرب شراباً قط إلا حمد الله عليه ولم يمش مشياً قط إلا حمد الله عليه ولم يبطش بشيء قط إلا حمد الله عليه فأثنى الله عليه أنه كان عبدا شكورا . وقال محمد بن كعب : كان نوح إذا أكل قال : الحمد لله وإذا شرب قال الحمد لله وإذا لبس قال : الحمد لله وإذا ركب قال : الحمد لله فسماه الله عبداً شكوراً . وقال ابن أبي الدنيا : بلغني عن بعض الحكماء قال : لو لم يعذب الله على معصيته لكان ينبغي أن لا يعصي لشكر نعمته .
185
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 185