نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 184
تحصيه مع كثرة ما نعصيه فما ندري أيهما نشكر : أجميل ما يسر أم قبيح ما ستر . وقيل للحسن : هاهنا رجل يجالس الناس فجاء إليه فسأله عن ذلك فقال : إني أمسي وأصبح بين ذنب ونعمة فرأيت أن أشغل نفسي عن الناس بالاستغفار من الذنب والشكر لله على النعمة ، فقال له الحسن : أنت عندي يا عبد الله أفقه من الحسن ، فالزم ما أنت عليه . وقال ابن المبارك : سمعت علياً بن صالح يقول في قوله تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ( إبراهيم : 7 ) قال : أي من طاعتي والتحقيق أن الزيادة من النعم وطاعته من أجل نعمه . وذكر ابن أبي الدنيا أن محارب بن دثار كان يقول بالليل ويرفع صوته أحياناً : أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد وأنا الصعلوك الذي مولته فلك الحمد وأنا العزب الذي زوجته فلك الحمد وأنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد وأنا الغائب الذي رددته فلك الحمد وأنا الراجل الذي حملته فلك الحمد وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد وأنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً . وكان بعض الخطباء يقول في خطبته : اختط لك الأنف قأقامه وأتمه فأحسن تمامه ثم أدار منك الحدقة فجعلها بجفون مطبقة وبأشفار معلقة ونقلك من طبقة إلى طبقة وحنن عليك قلب الوالدين برقة ومقة فنعمه عليك مورقة وأياديه بك محدقة . وكان بعض العلماء يقول في قوله تعالى : ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ( إبراهيم : 34 ) سبحان من لم يجعل لحد معرفة نعمه إلا العلم بالتقصير عن
184
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 184