نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 183
الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى جميع خلقه تفضيلاً فقد أدى شكر تلك النعمة وقال عبد الله بن وهب : سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول : الشكر يأخذ بجذم الحمد وأصله وفرعه قال : ينظر في نعم الله في بدنه وسمعه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك ليس من هذا شيء إلا فيه نعمة من الله حق على العبد أن يعمل في النعمة التي هي في بدنه لله في طاعته ونعمة أخرى في الرزق وحق عليه أن يعمل لله فيما أنعم عليه به من الرزق بطاعته فمن عمل بهذا كان قد أخذ بجذم الشكر وأصله وفرعه . وقال كعب : ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الأخرى وما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ولم يتواضع بها إلا منعه الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه . وقال الحسن : من لا يرى لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب أو لباس فقد قصر علمه وحضر عذابه . وقال الحسن يوماً لبكر المزني : هات يا أبا عبد الله دعوات لإخوانك فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : والله ما أدري أي النعمتين أفضل على وعليكم أنعمة المسلك أم نعمة المخرج إذا أخرجه منا قال الحسن : إنها لمن نعمة الطعام . وقالت عائشة رضي الله عنها : ما من عبد يشرب الماء القراح فيدخل بغير أذى ويخرج الأذى إلا وجب عليه الشكر . قال الحسن : يا لها من نعمة تدخل كل لذة وتخرج مسرحاً لقد كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه يأتي الجب فيكتال منه ثم يجرجر قائماً فيقول : يا ليتني مثلك ما يشرب حتى يقطع عنه العطش فإذا شرب كان له في تلك الشربة موتات يا لها من نعمة . وكتب بعض العلماء إلى أخ له : أما بعد فقد أصبح بنا من نعم الله مالا
183
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 183