نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 178
وفي حديث آخر ( إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئاً أفضل من العفو والعافية فسلوهما الله عز وجل ) . وقال لعمه العباس : ( يا عم أكثر من الدعاء بالعافية ) وفي الترمذي : قلت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله قال : سل الله العافية فمكثت أياماً ثم جئت فقلت : علمني شيئاً أسأله الله فقال لي : يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة . وقال في دعائه يوم الطائف : إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي فلاذ بعافيته كما استعاذ بها في قوله : أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك . وفي حديث آخر : سلوا الله العفو والعافية والمعافاة وهذا السؤال يتضمن العفو عما مضى والعافية في الحال والمعافاة في المستقبل بدوام العافية واستمرارها . وكان عبد الأعلى التيمي يقول : أكثروا من سؤال الله العافية فان المبتلى وان اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم ولو كان البلاء يجر إلى خير ما كنا من رجال البلاء انه رب بلاء قد أجهد في الدنيا وأخزى في الآخرة فما يؤمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بقي له في بقية عمره من البلاء ما يجهده في الدنيا ويفضحه في الآخرة ثم يقول
178
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 178