نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 176
عليه فلم ينم ولم يصل ثم سكن فنام ثم أتاه ملك فشكا إليه فقال : ما لقيت من ضربنا العرق فقال الملك : إن ربك يقول : إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون العرق . وذكر ابن أبي الدنيا : أن داوود قال : يا رب أخبرني ما أدنى نعمك على فأوحى الله إليه : يا داوود تنفس فتنفس قال : هذا أدنى نعمي عليك . [ فصل ] وبهذا يتبين معنى الحديث الذي رواه أبو داوود من حديث زيد بن ثابت وابن عباس : أن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم . والحديث الذي في الصحيح : ( لمن ينجى أحداً منكم عمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) فان أعمال العبد لا توافي نعمة من نعم الله عليه . وأما قول بعض الفقهاء : إن من حلف أن يحمد الله بأفضل أنواع الحمد كان بر يمينه أن يقول : الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده فهذا ليس بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة وانما هو إسرائيلي عن آدم وأصح منه : الحمد لله غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا ولا يمكن حمد البعد وشكره أن يوافي نعمة من نعم الله فضلاً عن موافاته جميع نعمه ولا يكون فعل العبد وحمده مكافئاً للمزيد ولكن يحمل على وجه يصح وهو أن الذي يستحقه الله سبحانه من الحمد حمداً يكون موافياً لنعمه ومكافئاً لمزيده وان لم يقدر العبد أن يأتي به كما إذا قال : الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وعدد الرمال والتراب والحصى والقطر وعدد أنفاس الخلائق وعدد ما خلق الله وما هو خالق فهذا اخبار عما يستحقه من الحمد لا عما يقع من العبد من الحمد .
176
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 176