نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 174
الثاني : أن هذه النعمة المتجددة تستدعي عبودية مجددة وكان أسهلها على الانسان وأحبها إلى الله السجود شكراً له . الثالث : أن المتجددة لها وقع في النفوس والقلوب بها أعلق ولهذا يعني بها ويعزى بفقدها . الرابع : أن حدوث النعم توجب فرح النفس وانبساطها وكثيراً ما يجر ذلك إلى الأشر والبطر والسجود ذلك لله وعبودية وخضوع فإذ تلقى به نعمته لسروره وفرح النفس وانبساطها فكان جديراً بدوام تلك النعمة وإذا تلقاها بالفرح الذي لا يحبه الله والأشر والبطر كما يفعله الجهال عندما يحدث الله لهم من النعم كانت سريعة الزوال وشيكة الانتقال وانقلبت نقمة وعادت استدراجاً وقد تقدم أمر النجاشي فان الله إذا أحدث لعبده نعمة أحب أن يحدث لها تواضعاً . وقال العلاء بن المغيرة : بشرت الحسن بموت الحجاج ، وهو مختف ، فخر الله ساجدا . [ فصل ] ومن دقيق نعم الله على العبد التي لا يكاد يفطن لها : انه يغلق عليه بابه فيرسل الله إليه من يطرق عليه الباب يسأله شيئاً منن القتت ، ليعرفه نعمته عليه . وقال سلام بن أبي مطيع : دخلت على مريض أعوده فإذا هو يئن فقلت له : اذكر المطروحين على الطريق اذكر الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم قال : ثم دخلت عليه بعد ذلك فسمعته يقول لنفسه : أذكري المطروحين في الطريق أذكري لا مأوى له ولا له من يخدمه . وقال عبد بن أبي نوح : قال لي رجل على بعض السواحل : كم عاملته
174
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 174