responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 172


قال : فما شكر الرجلين قال : إن علمت ميتاً تغبطه استعملت بهما عمله وان مقته رغبت عن عمله وأنت شاكر لله .
وأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه فما ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر .
وذكر عبد الله بن المبارك أن النجاشي أرسل ذات يوم إلى جعفر وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان جالس على التراب قال جعفر : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا قال : إني أبشركم بما يسركم أنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه صلى الله عليه وسلم وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وقتل فلان وفلان التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه كنت أرعى به لسيدي رجل من بني ضمرة فقال له جعفر : ما بالك جالساً على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق قال : إنا نجد فيما أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم : أن حقاً على عباد الله أن يحدثوا الله تواضعاً عندما يحدث الله لهم من نعمة فلما أحدث الله لي نصر نبيه أحدثت لله هذا التواضع .
وقال حبيب بن عبيد : ما ابتلى عبداً ببلاء إلا كان له عليه فيه نعمة ألا يكون أشد منه .
وقال عبد الملك بن إسحاق : ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره أو بلية لينظر كيف صبره .
وقال سفيان الثوري : لقد أنعم الله على عبد في حاجة أكثر من تضرعه إليه فيها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر يسره خر لله ساجدا شكرا له عز وجل . ذكره أحمد .
وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجداً فأطال السجود فقلت : يا

172

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست