نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 167
رضي الله عنهما قال : لعلنا نلتقي في اليوم مراراً يسأل بعضنا عن بعض ولم يرد بذلك إلا ليحمد الله عز وجل . وقال مجاهد في قوله تعالى : ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) ( لقمان : 20 ) قال : لا إله إلا الله وقال ابن عينية : ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إله إلا الله قال : وأن لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا . وقال بعض السلف في خطبته يوم عيد : أصبحتم زهراً وأصبح الناس غيراً أصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون وأصبح الناس يعطون وأنتم تأخذون وأصبح الناس ينتجون وأنتم تركبون وأصبح الناس يزرعون وأنتم تأكلون فبكى وأبكاهم . وقال عبد الله بن قرط الأزدي - وكان من الصحابة - على المنبر وكان يوم أضحى ورأى على الناس ألوان الثياب : يا لها من نعمة ما أشبعها ومن كرامة ما أظهرها ما زال عن قوم شيئاً أشد من نعمة لا يستطيعون ردها وانما تثبت النعمة بشكر المنعم عليه للمنعم . وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : أن رجلاً بسط له من الدنيا فانتزع ما في يديه فجعل يحمد الله ويثني عليه حتى لم يكن له فراش إلا بارية قال : فجعل يحمد الله ويثني عليه وبسط لآخر من الدنيا فقال لصاحب البارية : أرأيتك أنت على ما تحمد الله قال : أحمده على ما لو أعطيت به ما أعطى الخلق لم أعطهم إياه قال : وما ذاك قال : أرأيتك بصرك أرأيتك لسانك أرأيتك يديك أرأيتك رجليك . وجاء رجل إلى يونس بن عبيد يشكو ضيق حاله فقال له يونس : أيسرك ببصرك هذه مائة ألف درهم قال الرجل : لا قال : فبيديك مائة ألف قال : لا قال : فبرجليك مائة ألف قال : لا قال : فذكره نعم الله عليه فقال يونس : أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة .
167
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 167