نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 165
وذكر ابن أبي الدنيا عن صدقة بن يسار قال : بينا داوود عليه السلام في محرابه إذ مرت به ذرة فنظر إليها وفكر في خلقها وعجب منها وقال : ما يعبؤ الله بهذه فأنطقها الله فقالت : يا داوود أتعجبك نفسك فهو الذي نفسي بيده لأنا على ما أتاني الله من فضله أشكر منك على ما أتاك من فضله . وقال أيوب : أن من أعظم نعمة الله على عبده أن يكون مأمونا على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم . وقال سفيان الثوري : كان يقال : ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة . وقال زازان : مما يجب لله على ذي النعمة بحق نعمته أن لا يتوصل بها إلى معصية . قال ابن أبي الدنيا : أنشدني محمود الوراق : إذا كان شكري نعمة الله نعمة * على له في مثلها يجب الشكر فكيف وقوع الشكر إلا بفضله * وان طالت الأيام واتصل العمر إذا مس بالسراء عم سرورها * وان مس بالضراء أعقبها الأجر وما منهما إلا له فيه منة * تضيق بها الأوهام والبر والبحر وقد روي الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو - عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني قال الله عز وجل - : إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه . ومر محمد بن المنكدر بشاب يغامز امرأة فقال : يا فتى ما هذا جزاء نعم الله عليك . وقال حماد بن سلمة عن ثابت قال : قال أبو العالية : إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين اثنتين : نعمة يحمد الله عليها وذنب يستغفر منه . وكتب ابن السماك إلى محمد بن الحسن حيث ولى القضاء بالرقة : أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كل حال وخف الله من كل نعمة أنعم بها عليك من
165
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 165