نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 155
والآخرة : قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وبدناً على البلاء صابراً وزوجة لا تبغيه خوفاً في نفسها ولا في ماله ) . وذكر أيضاً من حديث القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر الله له قبل أن يستغفره وأن الرجل يشتري الثوب بالدينار فيلبسه فيحمد الله فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له ) . وقد ثبت في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) فكان هذا الجزاء العظيم الذي هو أكبر أنواع الجزاء كما قال تعالى : ( ورضوان من الله أكبر ) ( التوبة : 72 ) في مقابلة شكر بالحمد . وذكر ابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن صالح : حدثنا أبو زهير يحيى بن عطارد القرشي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يرزق الله عبداً الشكر فيحرمه الزيادة لأن الله تعالى يقول : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ( إبراهيم : 7 ) . وقال الحسن البصري : إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً ولهذا كانوا يسمون الشكر ( الحافظ ) لأنه يحفظ النعم الموجودة و ( الجالب ) لأنه يجلب النعم المفقودة . وذكر ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لرجل من همذان : إن النعمة موصولة بالشكر والشكر يتعلق بالمزيد وهما مقرونان في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد . وقال عمر بن عبد العزيز : قيدوا نعم الله بشكر الله . وكان يقال : الشكر قيد النعم .
155
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 155