نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 154
السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) ( النحل : 778 ) فهذه غاية الخلق وغاية الأمر فقال : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) ( آل عمران : 123 ) ويجوز أن يكون قوله : ( لعلكم تشكرون ) تعليلاً لقضائه لهم بالنصر ولأمره لهم بالتقوى ولهما معا وهو الظاهر فالشكر غاية الخلق والأمر وقد صرح سبحانه بأنه غاية أمره وارساله الرسول في قوله تعالى : ( كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) ( البقرة : 152 ) . قالوا : فالشكر مراد لنفسه والصبر مراد لغيره والصبر انما حمد لافضائه وايصاله إلى الشكر فهو خادم الشكر . وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تفطرت قدماه فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) . وثبت في المسند والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : ( والله اني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) . وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية وجعفر بن عون عن هشام بن عروة قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) . قال : وحدثنا محمود بن غيلان حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد ابن سلمة حدثنا حميد الطويل عن طلق بن حبيب عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا
154
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 154