responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 153


تعالى : ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) ( الصافات : 77 ) فأمر الذرية أن يتشبهوا بأبيهم في الشكر فإنه كان عبداً شكورا .
وقد أخبر سبحانه إنما يعبده من شكره فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته فقال : ( واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) ( البقرة : 172 ) .
وأمر عبده موسى أن يتلقى ما أتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر فقال تعالى : ( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ) ( الأعراف : 44 ) .
وأول وصية وصى الله بها الإنسان بعد ما عقل عنه بالشكر له وللوالدين فقال : ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) ( لقمان : 14 ) .
وأخبر أن رضاه في شكره فقال تعالى : ( وإن تشكروا يرضه لكم ) ( الزمر : 7 ) .
وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم بشكر نعمه فقال : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اشتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) ( النحل : 120 - 121 ) فأخبر عنه سبحانه بأنه أمة - قدوة - يؤتم به في الخير وأنه قانتاً لله والقانت هو المطيع المقيم على طاعته والحنيف هو المقبل على الله المعرض عما سواه ثم ختم له بهذه الصفات بأنه شاكراً لأنعمه فجعل الشكر غاية خليله .
وأخبر سبحانه أن الشكر هو الغاية من خلقه وأمره بل هو الغاية التي خلق عبيده لأجلها : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم

153

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست